الديمقراطية العمالية

القضية الفلسطينية في قلب انشغالات الكونفدرالية الديمقراطية للشغل منذ مؤتمرها التأسيسي المنعقد يومي 25 و26 نونبر 1978 .. اقرأ نص بيان المكتب التنفيذي الصادر يوم الأربعاء 28 نونبر 1979

  23 مايو 2018     02:42:16

إعداد وتقديم: عبد الواحد الحطابي

لا يختلف اثنان من أن القضية الفلسطينية حضت بموقع متقدم في انشغال واهتمام الحركة النقابية المغربية، ولا اختلاف أيضا، من أن مشهد الاهتمام تصدرت خطوطه المتقدمة وبمسافة بعيدة ولا تزال، المركزية العمالية الكونفدرالية الديمقراطية للشغل. مناسبة الحديث هذا، فرضته، مستجدات الوضع بإعلان الرئيس الأمريكي في تحد صارخ لكل المواثيق والمعاهدات الدولية والقرارات الأممية، نقل مقر سفارته الجديد من تل أبيب إلى القدس، وإقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب مجازر جماعية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، المقرونة بصمت مذل للأنظمة العربية والإسلامية، التي لا تحيد مواقفها عن إدانة محتشمة، وتصعيد لبعضها الآخر، في لغة التصعيد والوعيد في محاولة يائسة لاستمالة جزء من الشعب العربي والاسلامي.

ومن الطبيعي، أن تكون الكونفدرالية كما دأبت على ذلك منذ مؤتمرها التأسيسي المنعقد يومي 25 و26 نونبر 1978 بالدارالبيضاء، أن تتخذ جملة مبادرات احتجاجية بصيغ تعبيرية ترقى في أسلوبها إلى طبيعة المرحلة ودقتها، وعنوانها الاحتجاجي النقابي اليوم تنظيم أسبوع تضامني عمالي كونفدرالي بكافة الاتحادات المحلية والإقليمية، وتنظيم وقفة احتجاجية أمام القنصلية الأمريكية يوم الأربعاء 23 ماي (2018) ابتداء من الساعة الثانية زوالا.

هنا، سنعود بقرائنا إلى الذاكرة الكونفدرالية، ونضعهم، أو بصيغة أكثر دقة، نقرب ذاكرتهم أو البعض منها من المواقف التاريخية للمركزية النقابية حول القضية الفلسطينية، التي شكل لمحالة الإضراب العام الوطني الذي دعت المركزية الطبقة العاملة المغربية لتنفيذه يوم الجمعة 30 مارس 1970، والمهرجانات التضامنية التي نظمتها الكونفدرالية بمختلف مقراتها استجابة للنداء الذي وجهته الأمم المتحدة إلى شعوب العالم بجعل يوم 29 نونبر 1979 يوما للتضامن مع الشعب الفلسطيني أبرز محطاتها.

ونقدم تنويرا للرأي العام الوطني ومعه الطبقة العاملة نص "بيان" المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الذي أصدر عقب الاجتماع الذي انعقد يوم الأربعاء 28 نونبر 1979 بالدارالبيضاء، استجابة منه، لنداء الأمم المتحدة، تضامنا مع الشعب الفسطيني، كما هو وارد في كتاب "صمود واستمرار" الجزء الأول، الذي أشرف على إعداده الأستاذ الدكتور شعيب حليفي، ورفيقه الأستاذ محمد عطيف.

 "جماهيرنا العمالية المناضلة، جماهير شعبنا العربي،

تحتفل يومه 29 نونبر 1979 جميع الشعوب المحبة للسلام بيوم التضامن مع الشعب الفلسطيني المكافح في نضاله المرير من أجل العودة إلى أرضه السليبة وإقامة الدولة الديمقراطية الفلسطينية.

إن هذا النداء من منظمة الأمم المتحدة ليكتسي صبغة ذات أبعاد متعددة تؤكد كلها على شرعية النضال الذي يخوضه الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته التي هي قضية كل العرب والشعوب المقهورة، ويعتبر أحد المؤشرات الهامة للتحولات التي يعرفها العالم الدولي، الرسمي منه والشعبي من أوربا الغربية إلى أمريكا اللاتينية التي اتضحت له الحقيقة وانفضحت أمامه زيف الادعاءات والدعايات الامبريالية والصهيونية.

إن الطبقة العاملة المغربية التي اعتبرت القضية الفلسطينية قضيتها وبادرت عبر كل المراحل، من مظاهرات 1947 ـ 1948 إلى إضراب 30 مارس 1979 الذي دعت له الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، بالمغرب، والذي كان تعبيرا ملموسا عن المساندة الحقيقية مثلما كان له الأثر الفعال، والبعد التاريخي في تغيير مجرى الأحداث شعبيا وحكوميا على المستوى الوطني من القضية الفلسطينية مدعوة اليوم أن تخلد هذه الذكرى التي يعتبر الاحتفال دوليا بها مكسبا هاما جاء نتيجة نضالات ودعم حركة التحرر الوطني.

فالقضية الفلسطينية قضية  كل الجماهير المسحوقة وفي طليعتها الطبقة العاملة التي تناضل من أجل إقامة وطن عربي متحرر من جميع أشكال الاستغلال الاستعماري والطبقي وهي لن تتخلى عنها مهما كانت شراسة المؤامرات الاستسلامية والامبريالية. وبهذه المناسبة، يدعو المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، جميع العمال إلى الالتحاق بمقرات الكدش، يوم الخميس 29 نونبر 1979 للمساهمة في المهرجانات إلي ستقام بهذه المناسبة على الساعة السادسة والنصف.

عاشت الثورة الفلسطينية مناضلة صامدة".

تعليقكم على الموضوع

عنوانكم الإلكتروني يحتفظ به ولاينشر *

*

مرئيات ذات صلة ب : نقابية